لن تجد بعد قراءتك لهذا المقال صعوبةً في إيجاد طريق التفوق، نعم أعني التفوق وليس النجاح فقط، بالتأكيد إنَّ التجربة العملية هي خير مصدر للوصول إلى الحلم الأكيد لكل طالب، ولا سيما طالب الثانوية العامّة، حيث إنَّ لسان حاله يقول دائمًا: ” كيف أتفوق في الامتحان؟“
عندما نقول ” كيف أتفوق في الامتحان؟ ” لا نعني امتحانًا محددًا بعينه، ولكن نقصد كلَّ امتحانٍ دراسيٍّ في حياة جميع الطلاب، ولا نخصُّ مرحلةً على وجه التحديد.
في البداية عليك أن تعرف أن التفوق ليس مجانيًّا، ولكن ستدفع ثمنه جهدًا ووقتًا محببًا من أجل حصد الثمرة والاستمتاع بنشوة التفوق، وفي نفس السياق فإنَّ التفوق حليفٌ أكيدٌ لِمَن يتصفُ بالصفات الآتية
الرغبة بالتفوق في الامتحان
بالطبع عندما قرأت هذه الصفة تساءلت في نفسك، ” ومن ليس عنده الرغبة بالتفوق؟” صحيح أنَّ معظم الطّلّاب لديهم رغبة في التفوق،ولكن في نفس الوقت هناك فئة قليلة التي تمتلك رغبةً حقيقيّة بالتفوق، فعلى سبيل المثال، من يريد التفوق حقًّا سيتمكن من الاستغناء عن جواله أربع أو خمس ساعات يوميًّا من أجل الدراسة..!
ومن ناحيةٍ أخرى لا يكفي أن تفكِّر بالتفوق في ليلة الامتحان، ولكن عليك أن تأخذ هذا القرار منذ بداية الدراسة، وذلك لأنَّ التفوق كالزهرة التي تزرع بذرتها في بداية العام، وتستمرُّ برعايتها خلال سنة الدراسة لتتفتح وتتمتع بها في الامتحان.
العزيمة المتجددة
من الطبيعي أن تفتر العزيمة في بعض المراحل، ولكن لا يجب أن تموت، وعلى الطالب أن يجددها ويحييها من جديد كلما خمدت شعلتها، من أجل ذلك أقترح عليك بعض الطرق التي تستطيع من خلالها تجديد عزيمتك وتشجيع نفسك
- الجلوس مع المتفوقين والاستماع إلى إنجازاتهم.
- الابتعاد عن المثبطين وخصوصًا في أوقات التعب أو الملل.
- التفكير بشكل دائم بنشوة التفوق وجمال التكريم.
- الجلوس مع شخص ترتاح له وإخباره بشعورك من تعب أو ملل.
- الخروج في نزهة مع الأسرة أو الأصدقاء والترويح عن النَّفس.
- والأهم من ذلك كلِّه الدعاء واللجوء إلى الله وطلب التوفيق منه.
التنظيم:
قد يتجه تفكيرك عندما تقرأ كلمة التنظيم إلى تنظيم الوقت، وهذا تضييق لكلمة واسعة مثل ( التنظيم )، فإذا كان تنظيم الوقت أحد أهم فروع التنظيم، فإنَّه ليس الوحيدَ، حيث إنَّ التنظيم _ برأيي_ يجب أن يشمل ثلاث اتجاهات من أجل الوصول إلى التفوق في الامتحان، وهي:
أولًاـ تنظيم الوقت
إيّاك أن تظنَّ أن التفوق يستوجب عليك أن تقضي 24 ساعة في الدراسة، وذلك لأنَّ الراحة والتسلية والاستجمام عناصر أساسيّة في حياة الإنسان عمومًا والطالب على وجه الخصوص، حيث يتمكن من خلالها من استعادة النشاط والحيوية، ولكن يجب توزيع الوقت بشكل جيد بين الدراسة والراحة والتسلية.
ثانيًاـ تنظيم العلاقات
وأعني بذلك العلاقات مع الأصدقاء والأقارب خلال فترة الامتحان، إضافة إلى طريقة التواصل معهم،حيث إنَّ التواصل الزائد قد يكون سببًا في إضاعة الوقت وفتور الهمّة؛ لذلك يجب أن تكون العلاقات منظّمة وفي أوقات محددة.
ثالثًاـ تنظيم الدراسة
ويعني تنظيم الدراسة الابتعاد عن العشوائية في اختيار المادّة المدروسة، أو دراسة أكثر من مادّة في ذات الوقت، ومن ناحية أخرى أنصحك بأن تبدأ بدراسة المادّة المحببة إليك، حتى تحصل على الحافز لدراسة المواد الباقية.
معرفة مفردات كل مادّة
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الطلاب النظرُ إلى المواد الدراسيّة بمجملها، ودون معرفة أقسامها وأبحاثها،إضافة إلى معرفة أهدافها،
ونتيجة لذلك قد يصاب الطالب بالإحباط من حجم المواد الدراسيّة، ولذلك فإنَّ تقسيمها يساعده في تسهيل دراستها
تدوين الملاحظات خلال الدراسة
تلعب الملاحظات التي تسجّلُ في الهامش، أو على أوراق الملاحظات الصغيرة دورًا مهمًّا في تسهيل المراجعة في أيّام الامتحان،
كما يستطيع الطالب أن يتذكّر الدرس كاملًا من خلال قراءة هذه الملاحظات.
مهارة حفظ جيدة:
بالتأكيد لكلِّ إنسان قدرات خاصّة ومميزة عن غيره بالحفظ، ولكن هناك قواعد عامّة تعين على الحفظ،
ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- الابتعاد عن المشوشات خلال الحفظ وخصوصًا التلفاز والجوال.
- الاعتماد على الكتابة في تثبيت المحفوظ في حال النسيان.
- محاولة استخدام أكثر من حاسّة خلال الحفظ، وعدم الاكتفاء بالبصر فقط.
- الاستعانة بشخص آخر؛ من أجل مراجعة المحفوظ.
النوم الكافي:
ربما تستغرب هذا الأمر، ولكن يجب أن تتمتع بوقت نومٍ كافٍ وخصوصًا في ليلة الامتحان، فأكبر الأخطاء أن يسهر الطالب إلى وقت متأخِّر من أجل المذاكرة،
وبالتالي سيذهب إلى الامتحان في أسوأ حالاته، كما أنّه – بالتأكيد- سيكون فاقدًا للتركيز، ولن يكون لكل ما سبق قيمة إذا نام الطالب نصف وقت الامتحان…!
في الختام… إنَّ ما قرأته ما هو إلّا خلاصة تجربة عمليّة كبيرة امتدت لسنوات طويلة في الدراسة والتدريس، حاولت اختصارها بأهمِّ النقاط التي يغفل عنها الطالب، والتي تؤثّر مباشرةً في جعله من المتفوقين.